سورة البقرة - تفسير تفسير السيوطي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (البقرة)


        


{يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9)}
أخرج أحمد بن منيع في مسنده بسند ضعيف عن رجل من الصحابة. «أن قائلاً من المسلمين قال: يا رسول الله ما النجاة غداً قال: لا تخادع الله قال وكيف نخادع الله؟ قال أن تعمل بما أمرك به تريد به غيره، فاتقوا الرياء فإنه الشرك بالله، فإن المرائي ينادي به يوم القيامة على رؤوس الخلائق بأربعة أسماء: يا كافر، يا فاجر، يا خاسر، يا غادر. ضل عملك، وبطل أجرك، فلا خلاق لك اليوم عند الله، فالتمس أجرك ممن كنت تعمل له يا مخادع، وقرأ آيات من القرآن {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً} [ الكهف: 110] الآية و {إن المنافقين يخادعون الله} [ النساء: 142] الآية».
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله: {يخادعون الله} قال: يظهرون لا إله إلا الله، يريدون أن يحرزوا بذلك دماءهم وأموالهم، وفي أنفسهم غير ذلك.
وأخرج ابن جرير عن ابن وهب قال: سألت ابن زيد عن قوله: {يخادعون الله والذين آمنوا} قال: هؤلاء المنافقون، يخادعون الله ورسوله، والذين آمنوا أنهم يؤمنون بما أظهروه. وعن قوله: {وما يخادعون إلا أنفسهم وما يشعرون} قال: ما يشعرون بأنهم ضروا أنفسهم بما أسروا من الكفر والنفاق، ثم قرأ {يوم يبعثهم الله جميعاً} [ المجادلة: 18] قال هم المنافقون حتى بلغ قوله: {ويحسبون أنهم على شيء}.
وأخرج البيهقي في الشعب عن قيس بن سعد قال: لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم «المكر والخديعة في النار، لكنت أمكر هذه الأمة».


{فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)}
أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {مرض} قال: شك {فزادهم الله مرضاً} أي قال: شكاً.
وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود مثله.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {في قلوبهم مرض} قال: النفاق {ولهم عذاب أليم} قال: نكال موجع {بما كانوا يكذبون} قال: يبدلون ويحرّفون.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله تعالى {في قلوبهم مرض} قال: النفاق. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت قول الشاعر:
أجامل أقواماً حياء وقد أرى *** صدورهم تغلي عليّ مراضها
قال: فأخبرني عن قوله: {ولهم عذاب أليم} قال: {الأليم} الموجع قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت قول الشاعر:
نام من كان خلياً من ألم *** وبقيت الليل طولاً لم أنم
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: كل شيء في القرآن {أليم} فهو الموجع.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية قال: {الأليم} الموجع في القرآن كله.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: {مرض} قال: ريبة وشك في أمر الله {فزادهم الله مرضاً} قال: ريبة وشكاً {ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون} قال: إياكم والكذب فإنه من باب النفاق، وإنا والله ما رأينا عملاً قط أسرع في فساد قلب عبد من كبر أو كذب.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله: {في قلوبهم مرض} قال: هذا مرض في الدين، وليس مرضاً في الأجساد. وهم المنافقون و {المرض} الشك الذي دخل في الإِسلام.
وأخرج ابن جرير عن الربيع في قوله: {في قلوبهم مرض} قال: هؤلاء أهل النفاق. والمرض الذي في قلوبهم الشك في أمر الله عز وجل {فزادهم الله مرضاً} قال: شكاً.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال: العذاب الأليم. هو الموجع وكل شيء في القرآن من {الأليم} فهو الموجع.


{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)}
أخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض} قال: الفساد هو الكفر والعمل بالمعصية.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون} قال: إذا ركبوا معصية فقيل لهم لا تفعلوا كذا، قالوا إنما نحن على الهدى.
وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {إنما نحن مصلحون} أي إنما نريد الإِصلاح بين الفريقين من المؤمنين، وأهل الكتاب.
وأخرج وكيع وابن جرير وابن أبي حاتم عن عباد بن عبدالله الأسدي قال: قرأ سلمان هذه الآية {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون} قال: لم يجىء أهل هذه الآية بعد.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8